فقدان الوزن وتعزيز قوة التحمل بعيداً عن صالات الجيم

هل تتخيل إمكانية التخلص من الوزن الزائد وتعزيز قدرتك على التحمل دون التعرق؟ يعمل الباحثون في جامعة فلوريدا على اعتماد دواء رائد، هو SLU-PP-332، من شأنه تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، تم اختبار هذا الدواء على الفئران، وقد أظهر أنه يخدع الجسم ويوهمه بأنه يمارس الرياضة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، وزيادة القدرة على التحمل، وتعزيز عملية التمثيل الغذائي، كل ذلك دون التأثير على الشهية أو مستويات المجهود البدني الفعلي.

فقدان الوزن وتعزيز قوة التحمل بعيداً عن صالات الجيم

وقد أثار الدواء SLU-PP-332، الذي أُطلق عليه اسم “محاكي التمارين الرياضية”، اهتمام الكثيرين بفضل قدرته المحتملة على علاج حالات مثل السمنة والسكري وفقدان العضلات الناجم عن التقدم في السن، وفيما لا يزال الدواء في مراحله الأولى، إلا أن نتائجه من المنتظر أن تحدث حالة من الإثارة في القطاع الطبي. على عكس بعض الأدوية التي تعمل على فقدان للشهية مثل Ozempic، هذا الدواء لا يؤثر على الجوع أو استهلاك الطعام، وإنما ينشط المسار الأيضي الطبيعي الذي يتفاعل عادةً مع التمارين الرياضية، مما يجعل الجسم يعمل كما لو كان يستعد لممارسة أي من أنشطة قوة التحمل.

وأفصح توماس بوريس، أستاذ الصيدلة الرائد في جامعة فلوريدا، عن تصوره لوظيفة الدواء الجديد، قائلاً: “تقوم هذه التركيبة بتوجيه العضلات الهيكلية كي تخضع لتغييرات مشابهة لتلك التي تظهر أثناء تمارين التحمل”، وأشار بوريس أيضًا أنه عند تناول الدواء، يتحول التمثيل الغذائي في الجسم إلى استخدام الأحماض الدهنية، وهو ما يعكس الأنماط التي تظهر أثناء الصيام أو التمارين الرياضية القاسية، والتي تؤدي في النهاية إلى فقدان الوزن.

بالتعاون مع فرق من جامعة واشنطن في سانت لويس وجامعة سانت لويس، كشف بوريس عن النتائج التي توصل إليها في 22 سبتمبر في مجلة علم الصيدلة والعلاجات التجريبية، يركز SLU-PP-332 على مجموعة بروتينية تُعرف باسم منشطات ERRs الرئيسية لمسارات التمثيل الغذائي المهمة في الأنسجة التي تستنفذ الطاقة بشكل مكثف، بما في ذلك العضلات والقلب والدماغ، ورغم أن هذه البروتينات تتضخم أثناء النشاط البدني، إلا أنه كان من الصعب تحفيزها باستخدام الوسائل الدوائية.

وفي وقت سابق من هذا العام، أشار البحث إلى أن SLU-PP-332 نجح في زيادة نشاط ERRs. كما أظهرت عمليات الملاحظة أن الفئران التي أعطيت هذا الدواء يمكنها الركض لفترة أطول بنسبة 70% ولمسافات 45% أبعد من نظيراتها غير المعالجة، وفي دراسة حديثة أكثر، أظهرت الفئران البدينة التي عولجت بهذا الدواء لمدة شهر انخفاضًا بنسبة 12٪ في وزن الجسم، على الرغم من عدم تغيير عادات النظام الغذائي أو النشاط البدني.

علاوة على ذلك، تشير المنشورات الوشيكة من مختبر بوريس إلى أن هذا المركب قد يفيد حالات فشل القلب من خلال تقوية عضلة القلب، بقدر ما يبدو SLU-PP-332 واعدًا، إلا أن رحلة تطويره بدأت للتو، ولم تظهر الاختبارات الأولية أي آثار جانبية كبيرة، والهدف الآن هو تعديل بنيته لتحويله من شكل حقن إلى شكل أقراص يسهل تناولها، وبمجرد تحقيق ذلك، تتضمن المراحل التالية اختبارات واسعة النطاق على الحيوانات قبل اللجوء إلى التجارب على البشر.

وفيما تم بحث بعض محاكيات التمارين الرياضية من قبل، إلا أنها لم تصل بعد إلى السوق الاستهلاكية، منذ الأزل، كان تصنيع الأدوية التي تستهدف السمنة أمراً صعباً نظراً لطبيعته المعقدة، ومع ذلك، مع نجاح أدوية مثل Ozempic وWegovy التي أدت بشكل غير متوقع إلى فقدان الوزن، وهناك أيضاً حماس متجدد لاستكشاف مسارات علاجية جديدة، ويؤكد بوريس على تفاؤله، ويسلط الضوء على إمكانات الدواء المحتملة، خاصة في الحفاظ على كتلة العضلات أثناء فقدان الوزن أو مراحل الشيخوخة، وأشار إلى أن هذا يمكن أن يلعب دوراً في تعزيز الصحة مع تقدم الأفراد في السن.