مراكز البيانات تعزز الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة وعوامل تغيير المناخ

مع تقدم العصر الرقمي، يلوح في الأفق مصدر تهديد لكوكبنا وهو مراكز البيانات، يحذر الخبراء من أن عمالقة التكنولوجيا، الضرورية لتشغيل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة والعمل عن بعد، تستهلك الطاقة بمعدل ينذر بالخطر، دعونا ننسى العناوين الرئيسية، ونتعمق أكثر، من المقرر أن تصبح مراكز البيانات هذه، التي غالباً ما تمتد على مساحة ملعب كرة قدم، بمثابة مستودعات طاقة ذات أبعاد أسطورية، وما هو الأسوأ؟ إن تعطشهم الشديد للسلطة يمكن أن تلقي بظلالها على معركتنا ضد تغير المناخ، وفقًا لما ذكره لمصادر مطلعة تحدثوا حصرياً إلى إيه بي سي نيوز.

مراكز البيانات تعزز الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة وعوامل تغيير المناخ

يبدي فينجكي يو، أستاذ الطاقة في جامعة كورنيل، لا يتقن تجميل الكلام، حيث يبدي قلقه الشديد بشأن النمو السريع لهذه الوحوش الماصة للطاقة، وماذا عن الإحصائيات؟ استعدوا، في عام 2022، استهلكت مراكز البيانات في الولايات المتحدة نسبة كبيرة بلغت 4% من الكهرباء في البلاد، ولكن مهلا، هناك المزيد من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نسبة هائلة تبلغ 6% بحلول عام 2026، وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي وجنون العملات المشفرة الذي يجتاح الأمة، تجمع نفيديا، اللاعب الكبير في أجهزة الذكاء الاصطناعي، تجمع الأموال بشكل كبير، ارتفعت إيراداتها بنسبة مذهلة بلغت 265% في ثلاثة أشهر فقط. لكن تكمن وراء هذه الأرقام المذهلة حقيقة مثيرة للقلق مفادها الزيادة الهائلة في استهلاك الطاقة.

لكن لا خوف، فشركة نفيديا لديها عرض تقديمي، حيث تزعم أن وحدات معالجة الرسوميات الفاخرة الخاصة بهم هي المفتاح لكفاءة الطاقة، مما يقلل الحاجة إلى خوادم تستهلك الطاقة عن طريق استبدالها ببدائل أنيقة وموفرة للطاقة. ولا يقتصر الأمر على الذكاء الاصطناعي فقط، حيث تشير أصابع الاتهام كذلك إلى العملة المشفرة، الطفل الجامح للعالم الرقمي، وقد أثار تعطشها الشديد لموارد مراكز البيانات الدهشة، حيث ستمثل ما يقرب من 0.4% من استهلاك الطاقة العالمي في عام 2022، لكن احذروا أيها الناس، لأن هذه هي النقطة المثيرة للاهتمام: لقد أثار الوباء حدة هذا النقاش الناري، ومع تحول العمل عن بعد إلى القاعدة، ارتفع الطلب على مراكز البيانات بنسبة مذهلة بلغت 35%، وتخيل ماذا؟ لا توجد بوادر لتراجعه في أي وقت قريب.

إذًا، ما هي النتيجة النهائية؟ مراكز البيانات هذه ليست مجرد متعطشة بشراهة للطاقة؛ إنهم أوغاد المناخ في طور التكوين. لكن ما زال هناك بصيص من الأمل، حيث يتدافع الخبراء لإيجاد حلول، بدءًا من دمج مصادر الطاقة المتجددة وحتى إعادة تصور هيكل هذه الشركات الرقمية العملاقة، وبينما يتسابق العالم نحو المستقبل الرقمي، هناك شيء واحد مؤكد وهو أننا لا نستطيع أن نسمح لمراكز البيانات هذه بأن تمنع كفاحنا من أجل المناخ.