جلسة حوارية هامة للرئيس المصري في قمة الحكومات 2023 بدبي

قلة من الزعماء والقادة على مستوى العالم من أصحاب الكاريزما والشخصية الفريدة، إذا ما تحدث للناس، نجح في جذب الانتباه بحضوره القوي وكلماته المؤثرة وهو ما حدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر مشاركته العفوية والهامة في جلسة تسريع التنمية والحوكمة ضمن القمة العالمية للحكومات 2023 بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والمقامة في مدينة دبي والتي أدارها الإعلامي في سكاي نيوز عربية فيصل بن حريز.

جلسة حوارية هامة للرئيس المصري في قمة الحكومات 2023 بدبي
وبدأ الإعلامي فيصل بن حريز الجلسة بسؤال عن العمل الحكومي والخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية لإجراء إصلاح رائد وهيكلي في بناء الجهاز الإداري للدولة، متطرقا إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر.
ومع بداية إجابته، سأل الرئيس السيسي عن الوقت المتاح له للحديث، فأجابه بن حريز بالقول إنه “يستطيع الحصول على الوقت الذي يريده.
وتناول الرئيس المصري في إجابته التحديات التي واجهتها مصر منذ عام 2011 والتي شملت قطاعات الكهرباء والطاقة والتعليم والنمو السكاني، مقدما بعض الأرقام التي توضح التكاليف الضخمة التي يجب ضخها لحل تلك المشكلات.
كما أشار إلى أن جميع هذه المشكلات كانت موازية على خط واحد، بمعنى أنها كانت جميعا مهما ولم يكن من الممكن وضع إحداها أولوية قبل الأخرى، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه ركز في البداية على حل مشكلات قطاع الكهرباء. وضرب الرئيس المصري مثالا بمشكلة مهمة تواجهها البلاد، وهي النمو السكاني قائلا: تحدي آخر أمامنا هو أننا نعيش على شريط ضيق من أسوان للإسكندرية منذ أكثر من 100 عام. لم يعد هذا مناسبا بعد أن اتخذنا قرارا بأن يكون هناك حوالي 80 مليون شخص في نفس المكان. وتابع: شكّل هذا تحديا في العشوائيات والتخطيط العمراني، إلى جانب التحديات البيئية.
وتحدث الرئيس المصري عن التجربة الناجحة في التطور والنمو التي حققتها دول مثل سنغافورة، كما ضرب مثالا بنجم كرة القدم المصري محمد صلاح.
وأكد الرئيس المصري على ضرورة أن يفهم المجتمع السياق وليس الحل النهائي فقط، أجاب بالإشارة إلى حدث حضره قبل أيام.
وأوضح الرئيس السيسي: منذ أيام تواجدت مع عدد من أشبال كرة القدم، وسألني أحدهم (هل من الممكن ان أصبح مثل محمد صلاح فأجبته قائلاً إذا كنت تستطيع اتباع مسار شبيه بمساره، فستصبح مثله.
وتابع: “إذا كنت تريد (كدولة) أن تحقق التطور والنمو والتقدم الذي حققته دول مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية، فإنك تستطيع، لكن السياق الذي تم فيه تحقيق ذلك هو العمل والعمل والعمل والصبر والتضحية.
وشدد الرئيس المصري على أنه ليس من الممكن حل تحديات كتلك التي تواجهها مصر، في مدة زمنية لا تتعد سنة أو سنتين أو ثلاثة.
واستطرد حديثه بضرب مثال آخر، يتعلق بمشروعات الربط الكهربائي، قائلا: “أريد أن أنشئ ربطاً كهربائياً مع السعودية، واليونان، وإيطاليا، والسودان، وليبيا.. لكن السؤال هو هل أنا مؤهل وجاهز؟.
أجاب الرئيس السيسي على سؤاله، بالقول: في السابق لم أكن جاهزا، لكنني الآن جاهز.. بمعنى أنه في السابق لا يمكن أن يطلب الشعب أو المواطن أن نتخذ مسارا، لأن السؤال هو هل أنت كمواطن مستعد لأن تتحمل تكلفته وتبعاته وضغوطه؟.. هذه هي القضية.
واستطرد: لهذا السبب جعلت قطاع الطاقة والكهرباء أولوية. إذا سألتني (في السابق) هل أنت جاهز للتعامل مع مستثمرين؟ كنت سأجيب بلا. هل أنت جاهز للربط الكهربائي مع دول الجوار؟ كنت سأقول لا.
وشدد الرئيس المصري على أهمية مثل هذه المشاريع، بالقول: الربط الكهربائي هو التطور الكبير الذي يعيشه العالم، كي يصبح كله شبكة واحدة يتم التبادل خلالها بين الدول، حسب كل دولة واحتياجاتها، وبالتالي كيف كان من الممكن أن أصبح جزءا من هذه المنظومة والقطاع لدي متخلف جدا؟.
وفي هذا السياق، اختتم الرئيس المصري حديثه قائلا: السياق الذي أتحدث عنه هو سياق يختلف بين دولة وأخرى طبقا لظروفها، مع فرضية نجاحه، وهذه مسؤولية الحكام.
كما ثمّن الرئيس المصري، دور دولة الإمارات الداعم لمصر في مختلف الظروف والأوقات، وأوضح أن مصر واجهت مجموعة من التحديات منذ عام 2011، من أهمها تحديات الطاقة والموارد .
وأضاف أن “المشروعات القومية وفرت 5 ملايين فرصة عمل للشعب المصري”، معتبرا أن “العمل والصبر والتضحية عوامل رئيسية لنجاح الدول والمجتمعات.
وشدد الرئيس المصري على أهمية وحدة العرب وعدم الانسياق للجان الالكترونية والمواقع والجهات التي تريد بث الفتنة والوقيعة بين الأشقاء العرب.